منذ كان
الرصيف،
بل قبل أن يكون هذا الرصيف
كانت الأرض عذراء
تتودد إلى الأقدام
الحافية...
ذات غباوة
لفت الأقدام أصابعها
في أكفان ذات أربطة
و غطى الإسفلت
قبر حياة
مضت..
***.
يلمع الإسفلت
كلؤلؤ يغري
عنقا ما...
و بين قطعه المرصوصة
تحمل السواقي
بردي ليل شتوي
ينزف
و هبوب حلم يتطاول
بعد أن
أغلقت نوافذ السماء...
***.
عواميد الإنارة
تأبى إلا أن تؤثث
شارع هذا المساء
لن تسمح لأي لص
أن يسرق
ليلها الإسفلتي
الذي عمدته السماء
للتو ...
***.
أسدل اليوم
نهاره
و هدهد الدمى
التي استلقت إلى
أسرّتها...
و بخفة رجع يتلصص
على حياة أخرى
تتفجر غواية
على الإسفلت
تداعب عريه
و تغطيه تارات
بالمطر...***.