حين يهلوس الصمت

إليكم بوح نجلاء حين يهلوس صمتها:

1/ أحيانا نتعمد تجرع أنين الحرف هربا من صدى طنين الذاكرة..نلهت خلف ملامح أمل مكلوم ..نداري واقعنا المنحاز لرغبة شبقية يرتديها زمننا النرجسي..نحضن دمعة هي عربون الطلقة الأولى نحو خلاص مخضب بعتمة النهاية.

2/ أحيانا نبلسم الجرح بتنهيدة حرى لها صدى أقتم من عمق الحقيقة..نتوهم طعم الشهد في تجرع الهزيمة..و نستمر في تفاهة الحياة.

3/ أحيانا نسائل ذواتنا باستغراب يسخر من سداجتنا..أنحن أحياء..أم أنفاسنا خدعة تستهوي رغبتنا في مداراة الخطيئة؟؟و يتكرر السؤال بتناغم مع زفرات تشهد بموت أحلامنا..نستسلم لوهم الرضى و نرتدي قشة سراب تتنكر لكرامتنا.

4/ أحيانا نحاول شل فكرنا ..نبحث عن مكان للصراخ دون رجع صدى صيحاتنا..نحاول إبكام صمتنا ..فلا نسمع إلا دويا يمزق الروح و ينخر الجسد ببطء,, لتنكشف الحقيقة.. حقيقة عجزنا عن الهروب من أنفسنا.

5/ أحيانا ألعن أياما ضاعت مني سدا ..أمتص من عمر الورد بعضا من ذكرياتي..و أبحث في تاريخ الرماد عن لهب يهيج شهيتي لتجرع قيظ الانتظار..أقطف من دالية الأحزان عناقيد للنسيان..فلا أتذوق سوى فتات وهم و أطنان حنظل..أجوب أقطار الذاكرة.. أتمرغ في ركاكة الحبر و خدعة الاستسلام.. أتسلق حرفا مغلفا بالسواد..و دمعة تغوص في موج الظلام..و لا أنعم بالنسيان.

6/ أحيانا أبحر صامتة في مملكة الحرف..أنثر جدائل الجوى في برزخ البياض..أتجرد من ذاتي.. و أحلق كغيمة شاردة..تشتهي في إطلالة القمر .. نظرة تدب في أوصالها الحياة..فيهطل غيث صبابتي و أراقص رجفة قلبي و إيقاعات المطر.

7/ أحيانا نتقمص دور البطولة و الروح كلمى تجتر صدى خيباتنا..نحاول زركشة ملامح الانكسار بأنامل جريحة..نسترق من زيف الاخر بعضا من قهقهات مشلولة ..نبتسم و الوشل حبيس أهذاب شاحبة..ننخدع و نخدع ..و نستمر في لعبة الاستسلام.

8/ أحيانا نخترق جنون الذاكرة..لنبحث عن بعض فتات أمل مبحوح..نحاول لم شتات زمن يتنكر لملامح طقوسنا المكسورة..نرصع خرائط الأيام بقبل تبتسم لليباب و نصارع شحوب الحقيقة..عسى لمسة من ندى الأمس..تداعب وجنات أقحوانة أودى بعنفوانها لظى النوى..و سبى عرفها انتظار يلوك مخاض الألوان.

تحياتي ..