الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجمعية المغربية للغويين والمبدعين

ابداع بلا حدود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالعقد الفريد

 

 تساؤلات.. قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اليمين أمير




عدد المساهمات : 1
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

تساؤلات.. قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: تساؤلات.. قصة قصيرة   تساؤلات.. قصة قصيرة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 11:58 am

كنت أراه أحيانا.. ربما كان هو! ربما لم يكن.. في البدء كان كثير الحركة، يقفز هنا وهناك. لا شيء كان يحكمه، إنه طليق يجول حيثما يشاء..
بعيدا عن العيون كان يصنع حياته بسذاجة الأطفال ويسبح في عالمه اللامتناهي. لم يكن يعرف الخوف وقتها، ولم أكن لأفهم تصرفاته الغريبة.. التقيت والأصدقاء كما تعودنا دائما في نفس المكان، فقالوا هات ما عندك، قلت اليوم سأروي لكم حكاية وأرجو ألا يسألني أحد عن شيء حتى أبلغ نهايتها. قال أحدهم أهي ككل القصص التي كنت تقصها علينا فيما مضى؟ قلت قد تكون كذلك! قالوا وأين الجديد الذي كنا نصبوا إليه!؟ قلت قد تكون تساؤلاتنا هي الجديد. ثم بدأت في سرد الحكاية..عن ذاك الذي كنت أراه أحيانا.. ربما كان هو! وربما لم يكن؟ لقد امتد غيابه نحو الأفق وراح يصنع من نفسه شيئا آخر، ربما قد تعلم بعض الأساليب، فالعالم من حوله قد تغير، وهو مهما ابتعد أو اختفى ستحاصره الحدود من كل الجهات. الأصدقاء كانوا يصغون إلي جيدا وكنت أشعر وكأنهم يلاحقون بطل قصتي بأسماعهم وأذهانهم، وهم مستعدون كي ينقضوا عليه في أية لحظة ويكشفوا حقيقته قبل نهاية القصة. لقد خرج من سجنه وأصبح حرا طليقا، هذا ما اعتقده وانطلق كالسهم ليصطاد فرائسه. لكني أدرك أنه لم يزل صغيرا، وستلاحقه العيون والأيادي في كل مكان، وسيقع حتما فريسة ذات يوم ويسجن، أو ربما سيقتل! ولكنه كالأعمى لا يدري إلى أين يمضي. لقد أصبحت أخشى عليه كثيرا، وراحت تراودني تساؤلاتي بيني وبين نفسي لماذا تركته يرحل؟! وليس له من يألفه غيري، ولكني كنت أشعر وهو يقفز في سجنه وكأنه يريد أن أعتقه وأخلي سبيله، ففعلت ذلك عنوة، وتركته يذهب إلى حيث يشاء، وأنا أوشك أن أدرك أنه لن تقوده سذاجته بعيدا وسيرجع ليحوم حولي، لكنه قد تأخر كثيرا عن موعده، أقصد عن موعدي أنا، فهو لم يترك عندي عهدا بالرجوع. إن ذاك إلا ما كان يمليه علي حدسي، وقد يخيب الظن وأغدو وحيدا.. فراحت تؤرقني خيالاتي.. سترقبه العيون في كل مكان وستستهويه زهور الحقول والبساتين، وكم هي مليئة بالفخاخ والمفاجآت. وهو كالعاشق سوف يمضي إليها في جنون..
كنت أراه أحيانا.. ربما كان هو! فأشعر بالبهجة حينما ألمحه شامخا في الأفق، وقد ارتوى بعبير الزهور، لكنه لن يكتفي برحيق زهرة واحدة، وسرعان ما يعاود الولوج إلى الحقول مرة أخرى لينتعش بشذاها وعطرها فينتابني الخوف عليه مرة أخرى، وكم تصيبني الحسرة حينما أراه يفر فزعا وجراحه تنزف، فأرجو أن يعود إلى ما كان عليه كي أعالجه وأضمد جراحه علها تندمل. ولكنه يأبى إلا أن يكرر المغامرة مرات ومرات، وفي كل مرة تجرحه أشواك الورد أو يسقط من فوق زهرة فيكسر. وببراءة الأطفال وسذاجة الرضع يبحث دائما عن الارتواء. ولأنه شقي تشاكسه الأحلام فيمضي.. ربما نحو البحر ليغوص عمقه بين الأسماك، ولكنه لا يجيد السباحة إلا بين الأزهار والورود، فلعله يخشى البحر فيرجع مبتلا بخوفه.
كان وكأنه يريد أن يغير شيئا ما في حياته، كما يريد البعض منا أن يغير أسلوب حياتنا وتفكيرنا والعالم بأسره. فإن كل شيء يتجه نحو التغيير، ولكن هل يستطيع أن يركب البحر ويطير؟ عفوا أقصد أن يسبح ويغوص في أعماقه كالأسماك وينسى عالم الزهور والبساتين، أم أنه سيغرق في أول تجربة يخوضها! ولكنه يبدو كأنما يحن إلى البحر كما يحن إلى الحقول، وكأنه قد تشكل منه أول مرة.
هنا كنا نلتقي كأسراب الطيور ولكل منا حكاية وتساؤلات كثيرة، وحينما نمضي نخلف وراءنا المكان محملا بأوجاعنا، وشيء من الفرح والهموم. بعضنا اليوم قد غاب في نفسه، والبعض منا قد احتواه الاحتضار. هل كان يرقبنا منذ البداية..؟ أم كنا أبطال تساؤلاته التي لا تنتهي، ربما كنا حلمه ثم استفاق فأصبحنا لديه كأوهامنا التي سرعان ما تتلاشى. لم أره في الواقع بل كان يأتي.. كالحلم أو كالسحر ربما، في البدء لم يكن شيئا ولكنه تشكل، وأصبحت أراه أحيانا ولكنه اختفى، قد يكون وقع في فخ فصادته بعض الأيادي.. أو قتلته أشواك الحقول، قد يكون امتزج مع مياه البحر أو تلاشى أو استقر في إحدى العيون. كنت أراه أحيانا ربما كان هو! وربما لم يكن؟ أو ربما غير شكله فما عدت أعرفه... قال أحدهم أهو شيء خرافي..!؟ ابتسمت وقلت في نفسي ليته كان كذلك..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تساؤلات.. قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة جدا:واي...كيليكس!!!
» قصة قصيرة جدا صحوة
» قصة قصيرة جدا "صداقة"
» نحوالنبع: قصة قصيرة جدا
» قصة قصيرة بشاعة..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين  :: سرديات :: القصة القصيرة-
انتقل الى: