الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجمعية المغربية للغويين والمبدعين

ابداع بلا حدود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالعقد الفريد

 

 حدود الاختلاف والائتلاف في القصة القصيرة جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد داني




عدد المساهمات : 1
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 10/04/2012

حدود الاختلاف والائتلاف في القصة القصيرة جدا Empty
مُساهمةموضوع: حدود الاختلاف والائتلاف في القصة القصيرة جدا   حدود الاختلاف والائتلاف في القصة القصيرة جدا I_icon_minitimeالجمعة أبريل 13, 2012 11:59 pm


في هذه القراءة ، سنحاول أن نلامس حدود الاختلاف أو الائتلاف إن أمكن بين الشعر والنثر.. وهذا سيساعدنا على الوقوف على الانتقال المحتمل للبنية الشعرية إلى حقل سردي هو القصة القصيرة جدا...
نحن لا نبغي أن نشذب هذا الجنس الأدبي ، إنما نروم تجلية تميزه من خلال تلبسه مظاهر أجناسية أخرى، منها: الشعر ومكوناته الإيقاعية.
وقد وجدت القصة القصيرة جدا لها مكانا ضمن أنواع السرد.. بل فاقت ألوانا أخرى.. وراكمت كما لا بأس به... وبالتالي شكلت في بنائها الدلالي أنواعا، أو أشكالا قصصية / سردية متعددة... مشكلة مسارا انحداريا جليا:
الجنس السردي / النثري الأنواع السردية القصة القصة القصيرة القصة القصيرة جدا...
وهذا الانحدار من الكل إلى الجزء، بدأ يعرف اتساعا كبيرا في حيز القصة القصيرة جدا.. ربما لاستسهال هذا النوع الأدبي ، أو استحسانه.. ومواكبته لميزة العصر التي يغلب عليها التسرع، والعجلة، والسرعة...
صحيح ، أن كتابة القصة القصيرة جدا عملية إبداعية، ذات أسس نفسية... تخلقان عملية تواصل بين المبدع/ القاص ، والمتلقي/ القارئ.. وهذا التواصل هو الذي يعطي لهذه الحالة الإبداعية والنفسية، وذات تجل نصي، قيمتها ، وجماليتها ، وفنيتها ، أو العكس... وهذا التواصل الفعال يخدم النوع الأدبي.. ويطبع النص القصصي.
وفي هذا المقام يمكننا أن نستأنس بقولة ابن رشيق القيرواني:"قالوا قواعد الشعر أربع: الرغبة والرهبة، والطرب والغضب، فمع الرغبة يكون المدح والشكر. ومع الرهبة يكون الاعتذار والاستعطاف. ومع الطرب يكون الشوق ورقة النسيب. ومع الغضب يكون الهجاء والتوعد، والعتاب الموجع" ...
لنقوم بتغييرها ، حيث نقول : لأن قواعد القصة القصيرة جدا، أربع: الرغبة، والرهبة، والدقة، والجمالية...
فالرغبة: الميل إلى الكتابة، لأجل الكتابة. وإعطاء الكتابة حقها.. فلا يكون هناك استسهال ، ولا إسهال لهذا الجنس الأدبي.. والرهبة أن يكون في النفس نوع من الرهبة والخوف من هذا اللون الأدبي، لأن ذلك يخلق نوعا من القلق يكون حافزا على الكتابة الجيدة.. وتجعل المبدع/ الكاتب يعي ماذا يكتب؟ ومتى يكتب؟ وكيف يكتب؟ ولمن يكتب؟...
أما الدقة، فهي تخير الألفاظ والكلمات، ونسج الصور القصصية المؤدية لهدفها المحدد... والمراد... كما تبعده عن الحشوية، والكلام الزائد، والتشتت، والتسطيحية...
والجمالية: هي التي تعطي للنص القصصي، أو للكتابة فنيتها، وجماليتها.. وتجعل المتلقي يقبل عليها ، وعلى قراءتها ، والتفاعل معها تأويلا، وتحليلا وقراءة.
وبالتالي تصبح هذه المقومات الأربع مشتركة بين المرسل/ القاص، والمتلقي/ المستقبل / القارئ.. يجمعها هذا النص الإبداعي الذي هو القصة القصيرة جدا...
وليس من الضروري أن يكون هذا المتلقي حقيقيا ، أو مضمرا.. لكن يكفي أن له حضورا قويا في تشكيل دلالات النص...
ومن خلال هذا الضبط القيمي، والذي يعمل على تدقيق النوع الأدبي، والمستند إلى الخضوع لضوابط نفسية محددة، وخاصة... بالإضافة إلى جعل المتلقي مساهما في بناء هذا النوع، وفاعلا فيه...
يمكننا حصر دلالات القصة القصيرة جدا في: الجودة، والفنية، والجمالية، والفاعلية، والإيقاعية.. والقاص المتمكن ولا أقول الجيد، هو الذي يستطيع أن يوفر في نصوصه القصصية هذه الأشياء، ويجعل قارئه الضمني أو الحقيقي أن يحس هذه الأشياء.. ويجليها من خلال قراءاته، وتأويلاته.. ويقف عليها شاهدا...
صحيح أن خصوصية النوع تحددها الصورة السردية، التي تتشكل داخل نسيج النص.. لكن ما يميزها عن أجناس سردية أخرى كالقصة القصيرة ، هو: تشكلها الإيقاعي.. وبالتالي ، قوة القصة القصيرة جدا، وظهورها البارز، تستمدها من أدبيتها.. وهذا من مقتضيات التلقي.
إن القصة القصيرة جدا ، هي عند كتابها رؤيا.. والرؤيا كما نعلم ، قفزة خارج المفاهيم القائمة.. هي تغيير في نظام الأشياء، وفي نظام النظر إليها..
إنهم يعرفون جيدا أن كتاباتهم تخرج عن مفهوم القصة القصيرة وما نتج عنها من تناسلات.. وتخرج أيضا عن مفهوم الشعر.. فكتابتهم أصبحت بين بين، لا هي بالقصة ، ولا هي بالشعر.. وبالتالي يمكن اعتبار كتاباتهم نوعا من التمرد على الشكل والمنهج القصصي المعروف، والموروث ...
وأصبح الاهتمام في كتاباتهم بالمعنى والمبنى.. ومن ثم أصبحت القصة القصيرة جدا تتناول أفكارا وآراء ، ومشاعر، ورؤية، وذهنية، وإيقاعا... وهذا ما يجعل هرمونية الواقع تتبدل فيها... لتحل محلها في كثير من الأحيان هرمونيا إبداعية...
صحيح، أن هدفية القصة القصيرة جدا ، وغاياتها هي القصة القصيرة جدا نفسها... القصة القوية الحركة، والتي تستلهم أحيانا كثيرة من الشعر حركيته ومناصه.. وتصويره.. وإيقاعه.. وهذا أعطاها جاذبيتها، بل أصبحت:"مركز جاذبية لكل حقول الفكر" ...
ولتحقيق هذه الجاذبية ، ابتعدت القصة القصيرة جدا عن الجزئية التي كانت تتضمنها المقاطع، والأحداث.. والتجأت إلى تكثيف الفعل القصصي، وتضمين الرؤيا التي تتشكل فيها العلاقة بين الإنسان والعالم/ المحيط...
وأمام هذه الرؤيا المبتغاة، والمتحققة، يتبعها الشكل... والشكل الجديد، والذي هو:"مغامرة للمعرفة. فطاقة المعرفة الخلاقة تظل فوق الأشكال الممكنة كلها" ... ومن ثمة تأتي القصة القصيرة جدا محملة ب" لا نهائية الخلق السردي والقصصي"...
وأمام فقر اللغة في القصة القصيرة جدا.. يلجأ كتابها إلى الإيقاع الذي يصبح عندهم دالا نصيا ، تلعب إلى جانبه اللغة لازمة.. تتشكل دلالتها من البناء الداخلي للنص...
صحيح ، أن الكثير يشكو من القصة القصيرة جدا كإنتاج ، يذكرنا بقضية أبي تمام مع قارئيه، حين أجاب عن تساؤلهم:" لم لا تقول ما لا يفهم؟"..، ب" وانتم لم لا تفهمون ما يقال؟" ... وهذا نتيجة أن القارئ ما زال متشبثا بالفهم بدل أن يغيره بالتأمل، واعتبار القراءة إنتاجا وليس استهلاكا.. ومن ثم- كما يقول أدونيس- أن نقرأ اليوم نصا، هو أن نقرأ سؤاله.. هو أن نكتشف الأسئلة فيه... هذا الأفق بما يختزنه من اللقاء الممكن معه، يشكل لنا ، نحن قراءه نصا ثانيا داخل النص الأصلي.. وهو يقدر ما يوفر لنا تجاوبا بين أسئلتنا وأسئلته، يكون حيا ، حديثا، أي غير مستنفذ ...
وهذا ما يجعل الكتابة تصبح نسيجا شبكيا، ذا فاعلية مغيرة.. أي أن القصة القصيرة جدا، هي كتابة جديدة... ذات رؤيا خاصة.. وعندما نقول كتابة ، أي أننا نستبدل كلمة (أدب) الكلاسيكية بمفهوم جديد حداثي ، هو: الكتابة... وهذا ليس هروبا – كما يقول محمد بنيس- ولكن إعطاء وضعية ابستيمولوجية جديدة لمفهومي الكتابة ذاتها ...
وهذه الكتابة:"منغرسة على الدوام في وراء ما للغة، تنمو كبذرة لا كخط، وهي ترعب، ونجد بالتالي في كل كتابة غموض شيء، هو في الوقت ذاته لغة وإكراه: إذ يوجد في الكتابة "ظرف" خارجي على اللغة . فهناك ما يشبه نظرة نية ليست هي نظرة اللغة" …ومن ثم تصبح اللغة في هذه الكتابة، خارجة على نسخ الواقع، والتزامه.. خارقة للإنسان، لأنها منه تصنع أفعالها...
صحيح، أن هناك فرقا بين اللغة والكلام، والأسلوب والكتابة.. وقد ميز رولان بارت هذا الفرق والاختلاف ، حيث قال:"مهما كانت رقة الأسلوب ، فإن له على الدوام شيئا خاما... فهو شكل بدون مقصد، إنه منتوج اندفاعة لا منتوج نية.. وهو شبيه ببعد عمودي ووحيد للفكر.. مراجعه تعود لمستوى بيولوجي أو ماض، لا لمستوى التاريخ. إنه "شيء" الكاتب ، وبهاؤه، وسجنه.. إنه عزلته... محايد ، وشفاف بالنسبة للمجتمع ، خطوة الشخص المغلقة، ليس قط منتوج اختيار، ولا منتوج تأمل في اللغة" ..
وينتقل رولان بارت من الكتابة واللغة إلى الأسلوب، ليقول:"إن الأسلوب عكس الكلام، ليس له إلا بعد عمودي، يغوص في الذكرى المغلقة للشخص.. يركب كثافة انطلاقا من تجربة ما للمادة. فالأسلوب نوعا من العملية فوق الأدبية.. تحمل الإنسان إلى عتبة القوة والسحر"
…و" اللغة والأسلوب ، قوتان عمياوان.. الكتابة فعل للتضامن التاريخي.. اللغة والأسلوب شيئان: الكتابة وظيفة... إنها العلاقة بين الإبداع والمجتمع. إنها اللغة الأدبية ن وقد حولها مقصَدها الاجتماعي . إنها الشكل المحجوز في نيته الإنسانية، والمرتبط بأزمات التاريخ الكبرى" …
كما أن الكتابة :"ليست هي الكلام، وهذا التفريق بينهما حصَّل في السنوات الأخيرة على تكريس نظري.. ولكن الكتابة ليست المكتوب أيضا، أي: التدوين. فأن تكتب ليس هو أن تدون.. في الكتابة ما هو أكثر حضورا في الكلام (بطريقة هستيرية)، وأكثر غيابا في التدوين (بطريقة إخصائية)، بمعنى أن الجسد يعود، ولكن عن طريق غير مباشر ، مقيسة، وموسيقية، حتى تقول كل شيء بدقة، عن طريق المتعة، لا عن طريق المتخيل (الصورة)" ...
من هنا تكون القصة القصيرة جدا هدما كليا لقيم مؤسسة القصة والقصة القصيرة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حدود الاختلاف والائتلاف في القصة القصيرة جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من ضوابط القصة القصيرة جدا
» ملتمس لكل المشاركين بمهرجان القصة القصيرة جدا بخنيفرة
» القصة القصيرة جدا بالمغرب: ببليوغرافيا وتأريخ -الكاتب جميل حمداوي
» الدورة الثانية لجائزة محمد ابراهيم بوعلو في القصة القصيرة جدا لسنة 2011
» لمهرجان الوطني الأول للقصة القصيرة جدا بخنيفرة ـ المغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعية المغربية للغويين والمبدعين  :: تحت المجهر دراسات نقدية :: دراسات نقدية في القصة-
انتقل الى: