القديسة الثائرة /بقلم محمد السبعاوي

القديسة الثائرة /بقلم محمد السبعاوي

هي القديسة الثائرة

على ذاتها

السائرة في واد الصمت

الوثني المريب

جحظت عيناها

بالغضب الناري

تعالت صرختها

وهتفت يا ملك الجن الأحمر

أنصفني قف جنبي

في عالمي

وأنقذني من عالم اختلط فيه

الحابل بالنابل

العاشق أضحى كاذبا

والكاذب أصبح عاشقا

ما كانت أمي حين

دعتني بالوردة الثائرة

تساورها أحلام اليقظة

فانا من حاولت

أن تتقدم نحو النور

الخارج من مدينة

الظلام والأنفاق

وأنا في خفة عصفورة

طرت بعيدا

وركلت القفص الذهبي

ولم يتبعني احد

إلا الكذابين

المنافقين الدجالين

وقالوا أنت

الخطيئة المرسومة

والشهوة والفجور

والرقص المحموم الباذخ

سألوني ما اسمكِ

وحينها لم أدرك المعني

فقلت اسمي

بلا اسم ولا معني

لقد نقرت الغربان

التين الأبيض

واعدت منه سكره الذكري

وتذكرت كلام الجدة

بان العاقلة

مهما اختلفت أحوالها

تظل عفيفة النفس

لا يزعجها قيل وقال

ولا يغريها الطيب

الفتان المذهل

عن التسبيح للخالق والديان

والعفة لا تحرف بصيرتها

نظرات العاشق المتيم

لكن الجدة ماتت

في زمان نيسان

وأصبحت تحت ظل

صفائح الصخر الوثني

أذهلني الصوت القادم

من تحت القبة

هل تعرفين أيتها الوردة

طريقة العودة

وبان تطيلي السجدة

في محراب الحضرة

فقلت طوبى للجنون والنفور

على صباحك الوثني

ولن يكون جسدي ذاهبا

لملكوت حبك المزعوم

فانا الثائرة عبر التاريخ

فسجل ما تشاء عني

فانا الشرف والنقاء

وأنا سليلة العلم والنبلاء

فانا حواء فانا حواء