بشاعة..
فوهة بندقية صيد تطل من نافذة سيارة كونغو، سددها القناص تجاه ضحيته لينفذ حكم الإعدام أمام الملإ في حق كلب ضال.. ضال إلا عن حتفه..
استحضرت صور الإرهاب ووحشيته وفوضاه وهو ينفذ شريعة القتل.. هكذا يسقط الناس برصاص غادر يحسم حياتهم في لحظات.. ماذا لو كنت خارجا من بيتك ووجدت رصاصة تنتظرك قبل أن تملأ رئتيك بهواء الصباح لتطرد بقية نعاس في عينيك..؟!
نفذ القناص مهمته في عجالة.. انطلقت سيارة البلدية في سرعة باحثة عن ضحية أخرى في منعطف آخر.. انطلقت مخلفة رائحة البارود وجثة الكلب مضرجة في الدماء.. وعواؤه وصوت الطلقة ما يزالان في الأسماع..
تحلق التلاميذ الذين تابعوا وحشية المشهد حول الكلب وعلامات الاستفهام بادية على وجوههم، لتتناسل الأسئلة المحيرة:
لماذا يقتل الكلاب؟ على من سنتصدق بفضلات طعامنا؟ أما من طريقة أخرى أقل بشاعة من هذه؟ هل حوالي الثامنة صباحا وقت مناسب لهذا العمل؟ ألا تنفذ أحكام الإعدام فجرا؟ هل ستترك جثث الكلاب في الأزقة لساعات كما حدث مع رفيقهم هذا ؟ هل سيتم حرق الدماء بعد انتشال الجثث وتطهير المكان؟ وكم سيتقاضى القناص في عمله علما أن الكلب بسبعة أرواح ؟!...
دخل التلاميذ إلى فصولهم الدراسية تاركين الكلب والأسئلة جثثا أما المؤسسة التعليمية.. فهم يعلمون أن دماء الكلب ستستقبلهم عند خروجهم، فيقتنعون بأن لا فائدة من طرح الأسئلة.. فلا مسؤول يسمع ولا مجيب.. وسيدركون دلالة قولة يرددها أستاذ اللغة العربية على أسماعهم في سياق اليأس: قد أسمعت لو ناديت حيا..!
ميدلت في : 13/02/2014
الطيب امرابطي